مولد قصيدتي الشاعرة ملاك الزين
مولد قصيدتي
عاصرتُ كلَّ الأزمنةِ بمحبةٍ و مودةٍ
ماقبلَ البشريةِ فوقً أرضٍ مسطحةٍ
على جبلٍ كانَ ملتقى العشقِ ..
أسردُ قصتي بينَ سطورِ قصيدةٍ معقدةٍ غيرُ منضومةٍ لحالي متضمنةٍ ..
ماعاصرتُ زمنَ آدمَ أبو البشر ولا أُمنا حواءُ ..
ماشاهدتُ عنجهية قابيلَ وقتلهِ لأخيهِ هابيل و لا نبؤةِ شيتٍ وإدريسٍ الذي أحاكَ لي فستاناً منَ الوردِ ..
لكني شهدتُ الطوفانَ العظيمِ ونجوتُ منهُ بالفلكِ المشحونِ وكنتُ من أتباعِ نوحٍ شيخُ النجارينَ ..
عاصرتُ جبروتَ النمرودِ و نارهُ التي لمْ تحرقَ آبانا الخليلُ نارهُ التي أطفأها الجليلُ وجعلها برداً وسلاماً على إبراهيم ..
ما رأيتُ قطْ بجمالِ سارة ولا بحنيةِ هاجرَ الصبورةِ .
وبكاءَ يعقوبٍ على فراقِ يوسفَ
و شغفَ زليخةَ بالصديقِ عزيزُ مصرَ و مخلصها من القحطِ و الأوثانِ ..
أبطلتُ أسحارَ فرعونْ ورجالاتهِ دونَ عصى وغلبتُ سحرتهِ مع الكليمِ و أخيهِ هارونَ ..
مارأيتُ عصى موسى ولكني حلمتُ بهِ عندما نجى من خلالِ التابوتِ
ماشققتُ البحرَ لكني أغرقتُ فيهِ ألفُ متهكمٍ بنضجي و معرفتي و جبروتي ..
جئتُ قبلَ عادٍ وثمودٍ والريحُ الصرصرةِ والعهدِ الموعودِ وناقةُ صالحٍ وأهلُ الأخدودِ ..
دعوتُ ربي بشفاءِ أيوبَ من سقمهِ وخروجَ الماءِ من الصخرِ ..
ونجاةَ ذا النونِ من الظلماتِ ظلمتُ الليلِ وظلمتُ البحرِ و بطنُ الحوتِ ..
لستُ من أهلِ السبتِ وما عصيتُ ربي في ذاكَ الوقتِ ..
شهدتُ حكمةَ زكريا وتقاسمتُ مع العذراءِ في المحرابِ الرزقِ ..
وبكيتُ على مقتلِ يحيى وما عصى ربهِ و كانَ صبوراً ..
وعانقتُ البتولَ مريمَ بعدَ صلبٍ محتمٍ لمنْ أحيَّا الموتَ وشفى العللَ من ربهِ بمكرمةٍ و توسلَ ..
وشهدتُ نورَ محمدٍ يملأُ السماواتَ والأرضِ بالطولِ و العرضِ و شقَ القمر و صدقَ بالوعدِ ..
آمنتُ بوحدانيةِ الخالقِ الذي رفعَ السماواتِ وبسطَ الأرضِ و قسمَ الأرزاقَ ولمْ ينسى من عبادهِ أحدِ ..
لستُ غافلةٌ بحلمي و ما أنا بيقظةٍ بمنامي ولا هي ترهاتٌ من مخيلتي
هي ما طابتْ بهِ روحي و وجدي ..
لستُ من عندي الربِ منزلةٌ و لا أنا بملاكٍ و لا صديقةٍ و لا مقربةٍ و لا منزهةٍ و لستُ من غيرِ كوكبِ
بِطيبي أجبرُ الخواطرَ وكسرَ القلوبِ
و أوصلُ الرحمَ بينَ معارفي و لا أريدُ له أنْ يكونَ مقطوعَ ..
اقتحمتُ زمنَ الشعراءِ في الجاهليةِ وفي كلَّ العصورِ
تجادلتُ مع المتنبي وقسوةُ على الفرزدقِ وإبنَ بُردِ
وتغنيتُ بقصائدَ شوقي و الجواهري
و مظفر النوابِ
وعشقتُ قصائدَ نزارٍ و درويشٍ
و سليم بركات وبحثهِ عن أولِ القصائدِ ..
وكتبتُ قصائداً من وحيَ خيالي تشملُ كلَّ المناسباتِ ..
فأنا للشعرِ هاويةٌ منذُ دهرٍ و زماني ..
جئتُ من زمنِ الصمتِ في قلبِ الصخبِ و الضجيجِ عنوةً عن الوقتِ لأفيَّ بِوعدي ..
أُناشدُ إختفاءَ الكلماتِ لتطربَ مسامعكم بأخرِ أبياتي
نقشتها قبلَ مولدي وبعد مماتي .....
الشاعرة ملاك الزين .
30/11/2023
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية