الأربعاء، 16 يوليو 2025


 .... حروف الخيانة ...


الخاء ... خداع يتنكر في ملامح البراءة، فيبتسم و يطعن في آن واحد.

الياء ... يتم الشعور الذي يخلفه الغدر، حين يقتل الأمان و يدفن في صمت موجع.

الألف .. انكسار يقيم في الروح كضيف ثقيل لا يرحل.

النون .. نداء يحمل ندما لا ينفع، ووخزا كوخز الإبر لا يهدأ، و عزلة لا يشفى منها القلب.

التاء المربوطة ... نهاية مبتورة لعلاقة كان يظن أنها لن تنكسر.


الخيانة ليست مجرد فعل يرتكب ضد زوج أو زوجة، صديق أو صديقة، أم أو أب، أخ أو أخت، ابن أو ابنة، أو أي علاقة إنسانية قامت على الحب و الطمأنينة، بل هي زلزلة صامتة، تفكك أعمدة السكينة، وتطفئ المصابيح في دهاليز الوجدان، فتتحول الروح بعدها إلى أرض متشققة، قاحلة لا معنى لها.


الخيانة لا تقتصر على الطعن في الظهر، بل قد تأتي من عين ضاحكة، أو يد دافئة، أو كلمة مطمئنة.

إنها جرة خنجر لا تصيب الجسد فقط، بل تجرد الروح من رداء الطهر، و تتركها عارية أمام ريح الذكرى، مثقلة بأسئلة دون إجابة.


الخيانة ليست طعنة سكين فحسب، بل نزع لجذور الطمأنينة من قلب آمن، كانت تضرب في عمق الثقة دون خوف.

إنها انسكاب رماد على أزهار الوفاء، و اهتزاز للروح أمام مرآة هشمها حسن الظن، فتناثرت صورة الثقة على ضفاف النسيان.


الخائن لا يغادر المكان فقط، بل يغادر الخانة التي خصصت له في قلب من احتواه، ممن وثق به ذات يوم، و سلمه مفتاح وجدانه دون قيد.

و عند الغياب، لا يترك سوى تشققات في جدران الشعور، و ثقوبا في نسيج العلاقات لا ترممها السنين.

و دفء القرب يتحول إلى صقيع أبكم، و الود يصبح شبهة، أما العطاء، فينقلب مرارة عصية الهضم.

الخيانة لا تصفح بسهولة، بل تنسى بمشقة النفس، و تدفن في أعماق لا يصلها ضوء.


الخيانة جريمة، سواء كانت خيانة الأمانة، أو خيانة الزوجة، أو الزوج، أو الصديق… و تبقى الجراح واحدة، و الخذلان متشابها في وجعه.

من خان، يخون خيانة غير متوقعة، فهو لا يعبث بالثقة فقط، بل يعيد تشكيل الذاكرة ليس فقط بالذكريات، بل بالشظايا.


✍️ الزهرة العناق ⚡ 

15/07/2025

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية