الأربعاء، 13 أغسطس 2025

 

... زفرة رجل ...  



إلى كل أنثى تظن أن الرجل وجد ليكون ظلها،

إلى من تقول: "هو لي وبس" وكأنها تملك حق محو جذوره، ودفن من كانوا له حياة قبل أن تعرفه.

اعلمي سيدتي أن الرجل الذي بين يديك لم تنبته الأرض فجأة،

و لم تصنعه الأيام وحدها، بل

ربته يدان مرتجفتان من الخوف عليه، وحملته قلوب ضحت لأجله.

سقته دموع أم عربية أصيلة، و رعته دعواتها في جوف الليل، وحمته يد أب قدم ظهره ليكون درعًا له.

تذكري أن في عروقه دمًا من أمه، و في عقله حكمة من أبيه، و في ذاكرته مواقف لأهله رسمت رجولته.

إن كنت تحبينه بحق، فأحبي أصله و فصله، واحترمي من كان لهم الفضل عليه أن يصبح كما هو.

ولا تجعلي حبك له سكينا تقطع صلته بأهله، فالرجل الذي يتخلى عن أهله من أجلك، سيتخلى عنك غدًا من أجل غيرك.

أهله ليسوا منافسين لك، بل هم أوطان روحه، إذا هدمتيها جعلتيه بلا مأوى، وإن نزعتيهم من قلبه نزعت الدفء منه.


الرجل الذي يقف أمامك هو نتاج حكايات، و ذكريات، ومواقف شكلت رجولته، ومن تحاول أن تنتزع تلك الحكايات، تحاول أن تمحو رجولته.

كوني إضافة ترفع قدره لا معولا يهدم أساسه، كوني جسرا يصل بينه وبين أهله لا جدارا يحجبهم عنه.

الرجل الذي سيكون عاقا لوالديه إرضاءً لك، سيكون عاقا لك يومًا إرضاءً لغيرك، ومن لا يحفظ المعروف لأهله لن يعرف قدر الوفاء معك.

تذكري أن الحب الذي يقطع الأرحام ليس حبا، بل أنانية بثوب العاطفة، وأن أجمل امرأة في قلب رجل هي التي تحترم جذوره و تقدس أصله.


تذكري سيدتي،

الرجل ليس صفحة بيضاء تكتبين عليها وحدك، بل كتاب بدأ قبل أن تدخلي فصوله، فإن لم تقدري ما كتب قبلك، فلا تنتظري أن تكتب نهايتك فيه بكرامة.

حافظي على زوجك فهو تاج راسك، و لا يغرنك كلام من يزينون لك الطريق بالورود،

فيوم الفراق يظهر الخذلان و النفاق.

حينها لا ينفع الندم

و لن تجدي أفضل منه في عالم قل فيه الرجال.



✍️ الزهرة العناق ⚡

13/08/2025

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية