الأربعاء، 13 أغسطس 2025


.... جواز سفر إلى الجنة ....



جواز سفر إلى الجنة

لا تحتاج إلى ختم من سفارة الأرض،

ولا إلى طابور انتظار أمام بوابات البشر،

فبوابات السماء لا تفتح إلا بمفتاح لا يصاغ من ذهب،

بل يصاغ من نقاء القلب، وصفاء السريرة، وصدق النية.


لا تحتاج إلى صور شخصية تثبت ملامحك،

بل تحتاج إلى صحيفة أعمال تضيء ملامح روحك

تكتبها بحروف الطاعات

و تزينها بدموع التوبة التي تغسل أوجاع الأمس

و تعطرها بأنفاس التسبيح و التهليل، و الاستغفار.


جواز سفرك

يمنح لك حين تزرع الخير في أرض قلوب الآخرين

وحين تمسح دمعة يتيمة

و تعين ضعيفاً 

و تنصف المظلوم، و تغفر للمسيء 

و تطعم جائعاً دون أن تكتب اسمك على المائدة

أو تأخذ معه صورة للشهرة.

وتدعو في الليل لمن لا يعلم أنك تدعو له

و تعدل في الميزان.


هو جواز تصادق عليه الملائكة في سجلاتها،

وتطبع عليه بصمة "بر الوالدين"

وتزين صفحاته صفحات القرآن التي حفظتها

وآياته التي قرأتها في سكون الفجر.


أما التأشيرة، فهي عند رب رحيم،

لا تشترى بالمال، و لا تنال بالمناصب

و لا الرشوة أو عدد الشهادات

و الألقاب 

إنما تمنح لمن أحب الله خالصاً، واتبع رسوله صدقاً،

وحمل قلباً يفيض رحمة، ولساناً يلهج شكراً،

وجوارح تسابق إلى الطاعات كما يسبق العطشان إلى الماء.


هناك، في آخر المطاف،

ستكتشف أن جواز السفر إلى الجنة

لم يكن في جيبك يوماً،

بل كان يسكن في قلبك، و ينمو مع كل عمل صالح،

حتى يكتمل، فتفتح لك به أبواب الخلود

فتدخل و ابتسامة الرضا تسبقك.




✍️ الزهرة العناق ⚡ 

14/08/2025

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية