الثلاثاء، 19 أغسطس 2025


 .... رقصة الصمت ....


يرقص الصمت على أطراف أنفاسي،

كراقصة تتوشح بالغموض،

يخفي بين أنغامه أسراراً لا يعلم بها إلا الخالق،

ويهيم في زوايا قلبي بلا كلل،

حتى أصبح صديقي الوحيد في ليالي الوحدة.


الصمت في داخلي ليس فراغاً،

بل سيمفونية تعزف على أوتار الروح،

تعلو حين يخذلني الكلام،

وتهبط حين تعجز الحروف عن ملامسة الجراح.


أحياناً، أستلقي على صمت الليل،

و أسمع أصواتاً لم تسجل في دفتر العالم،

أصوات دموعي، و نقرات أحلامي و أماني المعلقة، تقفز بين نجوم الغربة والحنين،

فتصبح وحدتي رقصة متقنة،

تحملني فوق أجنحة الخيال.


رقصة الصمت علمتني أن أكون قوية

أن أرقص مع الوحدة دون وجل،

أن أصغي لأوجاعي كما لو كانت موسيقى،

وأن أخفي وجعي بوقار لا يراه إلا من يملك عين القلب.


الصمت يا رفيق الدروب،

ليس انسحاباً من الحياة،

بل وقفة أنثى تنصت لنبضها

حتى يكتمل لحن الوجود،

ويصبح لكل وجع أثر، ولكل دمعة معنى.


تعلم يا ـ أنت ـ من الصمت أن تكون حرا،

أن تكتب كلماتك دون عتاب،

وأن تحب الحياة، حتى وإن كانت صامتة، أو كانت رقصة لا يفهمها إلا من يملك قلبا يسمع.


✍️ الزهرة العناق ⚡ 

19/08/2025

الجمعة، 15 أغسطس 2025


 .... غزة روح الروح ....



غزة نبض الأرض حين تخذلها السماء

وزهر الربيع حين يحاول الشتاء وأده 

تكتب حريتها بدم الشهداء

و تزرع الأمل رغم الألم، في قلب كل مستحيل

فتبقى ما بقي الحق في قلوب الأحرار.


ستظل أغنيتنا التي لا يغيب لحنها

وقصتنا التي لا يجرؤ التاريخ على طمس سطورها 

رغم الحصار و الجراح و التجويع

ومهما غدر بها القريب قبل البعيد

في عروقها يسري مجد الأنبياء

وفي عينيها يلمع فجر ينتظر ساعة الانبلاج 


 

✍️ الزهرة العناق ⚡ 

15/08/2025


 .... التغطية مستمرة ….



أنس الشريف لم يغادرنا فقط بجسده، بل ترك لنا شعلة ووصية تتردد كصوت الريح في أركان فلسطين، تتسلل إلى كل قلب حر، صغيرًا كان أم كبيرًا، لتزرع فيه عزيمة لا تموت. ابنته الصغيرة شام، بعينيها البريئتين، تحمل الأمل ذاته، و في كل دمعة ترى وعدًا، وفي كل صمت صدى لمقاومة لم تنطفئ.


نم يا أنس، فهناك الملايين من الأرواح التي لن تنسى شهامتك، الملايين من القلوب التي ستسير على خطاك، ستحمل مشعل الحق و الكرامة، و ستزرع الأمل حيث اعتقد الظالمون أن الظلام سيدوم. ذكراك نبراس، وصوتك صدى خالد، يذكرنا أن الحرية ليست حلمًا بعيدًا، بل وعد حي ينبض فينا، ولن يخبو مهما حاولت الرياح أن تهزنا.


كل خطوة لك كانت رسالة، وكل كلمة نطقها قلبك كانت جنودًا لا تقهر. و اليوم، نحن من نحمل تلك الرسائل، و سنحميها كما تحمي الشمس شعاعها، و الأرض بذورها. لن نسمح للزمن أن يطوي ذكراك، ولن نسمح لأي قلب أن ينسى أن الحرية ليست خيارا، بل حق متجذر فينا و مهمة لا تنتهي.


نم مطمئنًا يا أنس، فالأمل حي، والوصية باقية في قلب كل من هو إنسان، عربيا كان أو عجميا، غرست في كل قلب يرفض الانكسار و في كل عين تعرف أن الكرامة أغلى من الحياة نفسها.



// الزهرة العناق// 

15/08/2025

الأربعاء، 13 أغسطس 2025


.... جواز سفر إلى الجنة ....



جواز سفر إلى الجنة

لا تحتاج إلى ختم من سفارة الأرض،

ولا إلى طابور انتظار أمام بوابات البشر،

فبوابات السماء لا تفتح إلا بمفتاح لا يصاغ من ذهب،

بل يصاغ من نقاء القلب، وصفاء السريرة، وصدق النية.


لا تحتاج إلى صور شخصية تثبت ملامحك،

بل تحتاج إلى صحيفة أعمال تضيء ملامح روحك

تكتبها بحروف الطاعات

و تزينها بدموع التوبة التي تغسل أوجاع الأمس

و تعطرها بأنفاس التسبيح و التهليل، و الاستغفار.


جواز سفرك

يمنح لك حين تزرع الخير في أرض قلوب الآخرين

وحين تمسح دمعة يتيمة

و تعين ضعيفاً 

و تنصف المظلوم، و تغفر للمسيء 

و تطعم جائعاً دون أن تكتب اسمك على المائدة

أو تأخذ معه صورة للشهرة.

وتدعو في الليل لمن لا يعلم أنك تدعو له

و تعدل في الميزان.


هو جواز تصادق عليه الملائكة في سجلاتها،

وتطبع عليه بصمة "بر الوالدين"

وتزين صفحاته صفحات القرآن التي حفظتها

وآياته التي قرأتها في سكون الفجر.


أما التأشيرة، فهي عند رب رحيم،

لا تشترى بالمال، و لا تنال بالمناصب

و لا الرشوة أو عدد الشهادات

و الألقاب 

إنما تمنح لمن أحب الله خالصاً، واتبع رسوله صدقاً،

وحمل قلباً يفيض رحمة، ولساناً يلهج شكراً،

وجوارح تسابق إلى الطاعات كما يسبق العطشان إلى الماء.


هناك، في آخر المطاف،

ستكتشف أن جواز السفر إلى الجنة

لم يكن في جيبك يوماً،

بل كان يسكن في قلبك، و ينمو مع كل عمل صالح،

حتى يكتمل، فتفتح لك به أبواب الخلود

فتدخل و ابتسامة الرضا تسبقك.




✍️ الزهرة العناق ⚡ 

14/08/2025

 

... زفرة رجل ...  



إلى كل أنثى تظن أن الرجل وجد ليكون ظلها،

إلى من تقول: "هو لي وبس" وكأنها تملك حق محو جذوره، ودفن من كانوا له حياة قبل أن تعرفه.

اعلمي سيدتي أن الرجل الذي بين يديك لم تنبته الأرض فجأة،

و لم تصنعه الأيام وحدها، بل

ربته يدان مرتجفتان من الخوف عليه، وحملته قلوب ضحت لأجله.

سقته دموع أم عربية أصيلة، و رعته دعواتها في جوف الليل، وحمته يد أب قدم ظهره ليكون درعًا له.

تذكري أن في عروقه دمًا من أمه، و في عقله حكمة من أبيه، و في ذاكرته مواقف لأهله رسمت رجولته.

إن كنت تحبينه بحق، فأحبي أصله و فصله، واحترمي من كان لهم الفضل عليه أن يصبح كما هو.

ولا تجعلي حبك له سكينا تقطع صلته بأهله، فالرجل الذي يتخلى عن أهله من أجلك، سيتخلى عنك غدًا من أجل غيرك.

أهله ليسوا منافسين لك، بل هم أوطان روحه، إذا هدمتيها جعلتيه بلا مأوى، وإن نزعتيهم من قلبه نزعت الدفء منه.


الرجل الذي يقف أمامك هو نتاج حكايات، و ذكريات، ومواقف شكلت رجولته، ومن تحاول أن تنتزع تلك الحكايات، تحاول أن تمحو رجولته.

كوني إضافة ترفع قدره لا معولا يهدم أساسه، كوني جسرا يصل بينه وبين أهله لا جدارا يحجبهم عنه.

الرجل الذي سيكون عاقا لوالديه إرضاءً لك، سيكون عاقا لك يومًا إرضاءً لغيرك، ومن لا يحفظ المعروف لأهله لن يعرف قدر الوفاء معك.

تذكري أن الحب الذي يقطع الأرحام ليس حبا، بل أنانية بثوب العاطفة، وأن أجمل امرأة في قلب رجل هي التي تحترم جذوره و تقدس أصله.


تذكري سيدتي،

الرجل ليس صفحة بيضاء تكتبين عليها وحدك، بل كتاب بدأ قبل أن تدخلي فصوله، فإن لم تقدري ما كتب قبلك، فلا تنتظري أن تكتب نهايتك فيه بكرامة.

حافظي على زوجك فهو تاج راسك، و لا يغرنك كلام من يزينون لك الطريق بالورود،

فيوم الفراق يظهر الخذلان و النفاق.

حينها لا ينفع الندم

و لن تجدي أفضل منه في عالم قل فيه الرجال.



✍️ الزهرة العناق ⚡

13/08/2025


 ... زفرة أنثى ...  



رسالة إلى كل قلب قاس اعتاد أن يطعن امرأة بلسانه قبل يده،

إلى كل عين نظرت إليها كزينة عابرة أو سلعة تقاس بثمن،

إلى كل من حسب أن كرامتها قابلة للتفاوض،

أكتب هذه الكلمات بمداد قلبي.


إلى كل من ظن أن الرجولة تقاس بعلو الصوت وخشونة اليد، و حسب أن المرأة ضلع أعوج و نسي أن الضلع الأعوج هو ما يحمي القلب.


هل أخبرك من تهين حين ترفع صوتك فوق صوتها و تسقطها بكلمة؟

أنت تهين التاريخ الذي ولدت منه، و الرحم الذي صاغك قطرةً من دم، و الحضن الذي علمك كيف تقف على قدميك.

أنت تهين أمك التي حملتك تسعة أشهر، و أرضعتك حولين، و أختك التي سترتك،

و ابنتك التي ستكبر على صورة رجل يشبهك.


المرأة التي تقلل من شأنها،

قد تكون الوحيدة التي كانت ستمنحك قلبها دون شرط أو حساب، لكنك اخترت أن تكسر يد العطاء وتطفئ شمعة الرحمة.


المرأة يا ـ أنت ـ ليست كائنًا خلقه الله ليملأ فراغ وقتك،

ولا صفحةً بيضاء تمحو منها ما تشاء، و تكتب فيها ما تشاء.

إنها نصف الكون، و أحيانًا الكون كله إذا أردت النجاة من خرابك.


المرأة يا سيدي ليست كائنًا خلق ليكون ظلك، بل خلقت لتكون نورك إن أظلمت في وجهك الدنيا، وسندك إن تهالكت،

وعينك إن فقدت البصيرة.


إهانتك لها لا تسقط قيمتها،

بل تسقط رجولتك وتكشف أن فحولتك لم تتجاوز حدود لسانك.


فلتعلم يا ـ أنت ـ

أن المرأة حين تصمت أمام إهانتك، فهذا لا يعني أنها ضعيفة، بل إنها تمنحك فرصة أخيرة لتكون إنسانًا.

وحين تغادر، فهي لا تهرب خوفا منك، بل تنجو من خسارتك.


فاحذر يا ـ أنت ـ

فوجع المرأة لا ينسى،

ودعوة المقهورة تصعد إلى السماء أسرع من دقات قلبك،

والقلب الذي أسقطته اليوم،

قد يكون الجدار الذي تحتاجه غدًا كي لا تنهار.


المرأة ليست مجرد ظل يتبع حكاية أحدهم،

ولا نصفًا ينتظر اكتماله بآخر.

المرأة حملت العالم على أكتافها 

بين بكاء صامت و ضحكة مستعارة، خبأت جروحها تحت وشاح الكبرياء، و تعلمت أن تمشي فوق الزجاج المكسور

دون أن تترك أثر دمها على الأرض.


المرأة هي التي كانت تطفئ الحريق في قلوب الآخرين

بينما يشتعل صدرها بصمت،

و تصالحت مع الوحدة

لأنها اكتشفت أن بعض الحضور أثقل من الغياب.


إلى كل من ظن أن وجعها سيكسرها 

اعلموا أن المرأة أنثى،

و أنثى الوجع لا تسقط،

بل تزهر شجرًا من بين شقوق الصخر، وتحول الدموع إلى سيوف، و الانكسار إلى جناحين.


تذكر يا ـ أنت ـ

أن يد المرأة التي ترفعها للدعاء وهي مظلومة، تهز عرش السماء،

وأن قلبها إذا انكسر، فلن يرممه ألف اعتذار ولا دمعة ندم.


إن كانت المرأة تنحني،

فإنما تنحني لتغرس الحب و تحافظ على عشها، وليس لتتسول كرامتها من يدك.


هذه زفرة كل أنثى،

ليس ضعفا، بل إعلان حرب

على كل من أراد أن يسرق صوتها أو ملامحها أو حقها في أن تكون.

الأنثى وجع تعلم أن يعيش،

وقلب يعرف كيف يحب رغم الطعنات،

وروح لا تنحني إلا لخالقها.




✍️ الزهرة العناق ⚡ 

13/08/2025


 .... ما مات الشهداء ....



ما مات أنس الشريف

و لا محمد قريقع

و لا غيره من الصحفيين

و لا الشهداء

ولكن ماتت

الضمائر في قلوب من حجر،

و الصدق في أفواه امتهنت الكذب

ماتت النخوة في زمن يباع فيه الشرف بثمن بخس

و الإحساس بقيمة الحق حين أصبحت الدماء أرقاما على شريط الأخبار.

ماتت العين التي كانت تبكي ظلم المقهورين

و اليد التي كانت تمتد لتمسح جراح المظلومين

مات الصوت الذي كان يصرخ في وجه الطغاة

و الأمل في قلوب فصلت الصمت و الخذلان

مات الوطن في نفوس لم تعد تعرف معنى الانتماء

والغيرة على العرض حين أصبح مباحا في أسواق الرذيلة

ماتت الرحمة حين جفت من العروق دماء الإنسانية

والكلمات التي كانت تحيي العزائم

مات الحلم في عيون الأطفال قبل أن يولد

والقيم حين انحنى أصحابها للباطل طمعا أو خوفا.

ما مات الشهداء،

هم أحياء عند ربهم يرزقون

نحن من نمت ببطء

و نقتل ألف مرة بسيف الصمت و الخذلان



✍️ الزهرة العناق ⚡ 

13/08/2025