.... رقصة الصمت ....
يرقص الصمت على أطراف أنفاسي،
كراقصة تتوشح بالغموض،
يخفي بين أنغامه أسراراً لا يعلم بها إلا الخالق،
ويهيم في زوايا قلبي بلا كلل،
حتى أصبح صديقي الوحيد في ليالي الوحدة.
الصمت في داخلي ليس فراغاً،
بل سيمفونية تعزف على أوتار الروح،
تعلو حين يخذلني الكلام،
وتهبط حين تعجز الحروف عن ملامسة الجراح.
أحياناً، أستلقي على صمت الليل،
و أسمع أصواتاً لم تسجل في دفتر العالم،
أصوات دموعي، و نقرات أحلامي و أماني المعلقة، تقفز بين نجوم الغربة والحنين،
فتصبح وحدتي رقصة متقنة،
تحملني فوق أجنحة الخيال.
رقصة الصمت علمتني أن أكون قوية
أن أرقص مع الوحدة دون وجل،
أن أصغي لأوجاعي كما لو كانت موسيقى،
وأن أخفي وجعي بوقار لا يراه إلا من يملك عين القلب.
الصمت يا رفيق الدروب،
ليس انسحاباً من الحياة،
بل وقفة أنثى تنصت لنبضها
حتى يكتمل لحن الوجود،
ويصبح لكل وجع أثر، ولكل دمعة معنى.
تعلم يا ـ أنت ـ من الصمت أن تكون حرا،
أن تكتب كلماتك دون عتاب،
وأن تحب الحياة، حتى وإن كانت صامتة، أو كانت رقصة لا يفهمها إلا من يملك قلبا يسمع.
✍️ الزهرة العناق ⚡
19/08/2025
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية