رائعة الشاعر / محمد عبد المنعم الغرباوى - رحمه الله
من ديوانه ( الواحة المجهولة) المطبوع عام (1947)
قصيدة بعنوان :
( الحظ الكابى )
رضيت بحظى منك لو كان بى يرضى
فما فيك يادنيا حقوق العلى تقضى
مللـت شقـاء العيش فـيك ومـلنى
ثلاثون عامـا ايبست عـودى الغضا!
سمـوت .. ولكن ضل سعـى الى العلى
فعـدت ، ولم ابلغ سمـاء ولا أرضا!
*******
اعيـش على الـدنيا كـأنى خطيئه
ثوت بـين قوم يتقى بعضهم بعضا!
كأنى لـحن لـم يجـد من يسـيغه
فشرد محزونــا ومـن نبـره غـضا
يطوف على سمـع الـزمان وينطوى
على شفة الأيـام لم يختلج نبطا!
كأنى أنـا طيف ( لمجنون عامر )
وقـد نفضـته البيد مـن طيها نفضا
فـلاح على الغـبراء أشعث أغبرا
وقد أدمت الأشواك رجليه والرمضا !
يفـتش عـن ( ليلاه) فى الارض ضله
ففـى كل واد هـام يستنطق الأرضا
تـراه مع الأشباح يستضحك الدجى
بمـا لشيـاطين الظـلام به افضى
تقص لـه عنهـا الأسـاطيـر عذبة
ويستكشف الأستار عنها فلا تنضى
فيمضى يبث الغاب فى الليل سره
ويساله عن سر ( ليلى ) فلا يرضى
*******
اناذلك المجنون قد هام فى الدجى
وقضى بها فى ظلمة العيش ماقضى
أفـئ الى الشـطـآن عـل ظــلالها
تفئ عـلى قلبى السكنية والخفضا
فأبصر فى الغـدران سيل مدامعى
وفى سجوة الظل الكآبه والقبضا !
فوا حيرتا .. أنى توجهت حاط بى
من الهم جيش ساور النفس وانقضا
تحــاربنى الأيـام حـتى كـأننى
جنيت على الأيـام ماليس يستقضى
فأطـوى عـلى مـض جـراحى حزينة
وتلقانى البـسام داريـت مامـضا
وأعجب من دهرى فاغضى على القذى
لأنى رايـت الـدهر عنى وقد أغضى
تربـت ولى بيـن الـنجـوم قـلائد
وهنت وعزمى كان كالدهر أو أمضى
وحـاول هـدمـى مـن اقمـت بناءه
ويارب من تعلى استقل لك الخفطا
وفيت لقومى حينما الغدر دأبهم
فجازوا وفائى بالعهود لهم نقضا
يغضـون مـن شأنى فألقى جحودهم
ببسمة إشـفاق وعـطـف لـمن غضا
وأستغفر الأخـلاق إن هم تناهشوا
على الغيب أخلاقى وخاضوا دمى خوضا
جزيتهموا صفحا ، فـما كنت هـاجيا
ولا طـاويا ضغنا ، ولا حاملا بغضا
ولكننى مـع ذاك لو مسـهم أذى
سهرت عليهم لم تذق عينى الغمضا
كأنى أنـا وحـدى تحلمت ما جنوا
ونؤت بأوزار لهم تثقـل الارضا!
******
ألا ليت لى مـن حـظ دنياى مابه
أؤدى حقوقـا للمروءة لا تقـضى
أكفكف من دمع اليتامى وأنـثنى
أواسى بها الجرحى وأحنو على المرضى
وأنشر فى الدنـيا سـلاما ورحـمة
وحبا ، عـلى كل لكـل يـرى فرضا
قأنـظـر لا ألقى شـقـاء يـمـضنى
ولا شـاكيا قد سيم من دهره مهضا
ولكـنه حـظى وبـؤسى تحـــالفا
ولم أستطع يـوما لحلفهما نقضا
*******
سقتنا الليالى من جناها أمانيا
فخابت أمانينا وذقنا الأسى محضا
وأغلب ظنى - والليالى تـوائم
سنقطع باقى العمر فى شقوة أيضا ّ!
تكبلنـا الأغـلال إذ فـى ظــلامها
نضـل ولا نـلق لـبـارقـة ومــضا
وفى يدك المفتاح يـارب فاهدنا
وفض لـنا يـارب أغــلاقها فـضا
***********************
لوالدي الشاعر/محمد عبد المنعم الغرباوي..رحمه الله