" تَذْكِرَةُ اَلرَّحِيلِ "
............
لَمْ يَتَبَقَّى مِنْ اَلْعُمْرِ شَيْءً
شَابَتْ لِحْيَتِي وَانْحَنَى عُودِي
وَالْآنِ . . . قَدْ بَقِيَتْ وَحِيدًا
أَنَا وَعُكَّازِي اَلْخَشَبِيُّ المعيب
فَلَمْ تُعَدّ تَحَمَّلَنِي سَاقَايَ
وكُلَّ نَشَاطِ اَلدَّمِ بِعُرُوقِي
وَأَصَابَنِي اَلْهَرَمُ
وَأَصْبَحَتْ عَجُوزًا
كُل مِنْ أَعْرِفُهُ قَدْ رَحَلَ
وَغَدًا سَأَلْحَقُ بِهُمْ
لَمْ يَعُدْ يُذَكِّرُنِي أَحَدٌ
لَمْ يَعُدْ يَسْأَلُ عَنِّي أَحَدٌ
تَغَيَّرَتْ اَلْأَجْوَاءُ كَثِيرًا
وَيَكْمُنُ بأعماقي حَرِيقُ اَلشَّوْقِ
وَأَتَذَكَّرُ كُلَّ اَلْأَحْدَاثِ
وَكُلِّ اَلْأَوْقَاتِ
وَذِكْرَيَاتِ اَلْمَاضِي
فَتَغْمُرنِي اَلدُّمُوع
حُزْنًا وَأَلَمًا
لِأَنَّنِي مَا نَسِيتُ أَبَدًا
كُل مِنْ دَخْلٍ حَيَاتِيٍّ
هُمْ رَحَلُوا . . .
وَلَكِنَّهُمْ بالقلب
تُدَاعِبُ فِكْرِي وَخَوَاطِرِي
ذكراهم العطرة
فقد أَتْعَبَنِي اَلْكِبَرُ حَقًّا
حَتَّى أَنَّنِي مَلِلْتُ عُكَّازِي
رَغْمَ أَنَّهُ سِنْدِي وَأَنِيسِ وَحْدَتَيْ
ف كُلِّ شَيْءٍ قَدْ رَحَلَ فَجْأَةِ
فَلَمْ يَبْقَى شَيْءٌ عَلَى حَالِهِ
وَالْآنَ أَجْلِسُ هنا وَحِيدًا
عَلَى أَرِيكَةٍ خَشَبِيَّةٍ قديمة
فِي سَاحَةِ اَلذِّكْرَيَاتِ الأليمة
أَنْتَظِرُ تَذْكِرَةُ اَلنِّهَايَةِ
لِقِطَارِ اَلرَّحِيلِ .
...............
" تَذْكِرَةُ اَلرَّحِيلِ "
بِقَلَمِ
د . عِمَادُ اَلشَّافِعِي مُوسَى