الثلاثاء، 19 أغسطس 2025


 .... رقصة الصمت ....


يرقص الصمت على أطراف أنفاسي،

كراقصة تتوشح بالغموض،

يخفي بين أنغامه أسراراً لا يعلم بها إلا الخالق،

ويهيم في زوايا قلبي بلا كلل،

حتى أصبح صديقي الوحيد في ليالي الوحدة.


الصمت في داخلي ليس فراغاً،

بل سيمفونية تعزف على أوتار الروح،

تعلو حين يخذلني الكلام،

وتهبط حين تعجز الحروف عن ملامسة الجراح.


أحياناً، أستلقي على صمت الليل،

و أسمع أصواتاً لم تسجل في دفتر العالم،

أصوات دموعي، و نقرات أحلامي و أماني المعلقة، تقفز بين نجوم الغربة والحنين،

فتصبح وحدتي رقصة متقنة،

تحملني فوق أجنحة الخيال.


رقصة الصمت علمتني أن أكون قوية

أن أرقص مع الوحدة دون وجل،

أن أصغي لأوجاعي كما لو كانت موسيقى،

وأن أخفي وجعي بوقار لا يراه إلا من يملك عين القلب.


الصمت يا رفيق الدروب،

ليس انسحاباً من الحياة،

بل وقفة أنثى تنصت لنبضها

حتى يكتمل لحن الوجود،

ويصبح لكل وجع أثر، ولكل دمعة معنى.


تعلم يا ـ أنت ـ من الصمت أن تكون حرا،

أن تكتب كلماتك دون عتاب،

وأن تحب الحياة، حتى وإن كانت صامتة، أو كانت رقصة لا يفهمها إلا من يملك قلبا يسمع.


✍️ الزهرة العناق ⚡ 

19/08/2025

الجمعة، 15 أغسطس 2025


 .... غزة روح الروح ....



غزة نبض الأرض حين تخذلها السماء

وزهر الربيع حين يحاول الشتاء وأده 

تكتب حريتها بدم الشهداء

و تزرع الأمل رغم الألم، في قلب كل مستحيل

فتبقى ما بقي الحق في قلوب الأحرار.


ستظل أغنيتنا التي لا يغيب لحنها

وقصتنا التي لا يجرؤ التاريخ على طمس سطورها 

رغم الحصار و الجراح و التجويع

ومهما غدر بها القريب قبل البعيد

في عروقها يسري مجد الأنبياء

وفي عينيها يلمع فجر ينتظر ساعة الانبلاج 


 

✍️ الزهرة العناق ⚡ 

15/08/2025


 .... التغطية مستمرة ….



أنس الشريف لم يغادرنا فقط بجسده، بل ترك لنا شعلة ووصية تتردد كصوت الريح في أركان فلسطين، تتسلل إلى كل قلب حر، صغيرًا كان أم كبيرًا، لتزرع فيه عزيمة لا تموت. ابنته الصغيرة شام، بعينيها البريئتين، تحمل الأمل ذاته، و في كل دمعة ترى وعدًا، وفي كل صمت صدى لمقاومة لم تنطفئ.


نم يا أنس، فهناك الملايين من الأرواح التي لن تنسى شهامتك، الملايين من القلوب التي ستسير على خطاك، ستحمل مشعل الحق و الكرامة، و ستزرع الأمل حيث اعتقد الظالمون أن الظلام سيدوم. ذكراك نبراس، وصوتك صدى خالد، يذكرنا أن الحرية ليست حلمًا بعيدًا، بل وعد حي ينبض فينا، ولن يخبو مهما حاولت الرياح أن تهزنا.


كل خطوة لك كانت رسالة، وكل كلمة نطقها قلبك كانت جنودًا لا تقهر. و اليوم، نحن من نحمل تلك الرسائل، و سنحميها كما تحمي الشمس شعاعها، و الأرض بذورها. لن نسمح للزمن أن يطوي ذكراك، ولن نسمح لأي قلب أن ينسى أن الحرية ليست خيارا، بل حق متجذر فينا و مهمة لا تنتهي.


نم مطمئنًا يا أنس، فالأمل حي، والوصية باقية في قلب كل من هو إنسان، عربيا كان أو عجميا، غرست في كل قلب يرفض الانكسار و في كل عين تعرف أن الكرامة أغلى من الحياة نفسها.



// الزهرة العناق// 

15/08/2025

الأربعاء، 13 أغسطس 2025


.... جواز سفر إلى الجنة ....



جواز سفر إلى الجنة

لا تحتاج إلى ختم من سفارة الأرض،

ولا إلى طابور انتظار أمام بوابات البشر،

فبوابات السماء لا تفتح إلا بمفتاح لا يصاغ من ذهب،

بل يصاغ من نقاء القلب، وصفاء السريرة، وصدق النية.


لا تحتاج إلى صور شخصية تثبت ملامحك،

بل تحتاج إلى صحيفة أعمال تضيء ملامح روحك

تكتبها بحروف الطاعات

و تزينها بدموع التوبة التي تغسل أوجاع الأمس

و تعطرها بأنفاس التسبيح و التهليل، و الاستغفار.


جواز سفرك

يمنح لك حين تزرع الخير في أرض قلوب الآخرين

وحين تمسح دمعة يتيمة

و تعين ضعيفاً 

و تنصف المظلوم، و تغفر للمسيء 

و تطعم جائعاً دون أن تكتب اسمك على المائدة

أو تأخذ معه صورة للشهرة.

وتدعو في الليل لمن لا يعلم أنك تدعو له

و تعدل في الميزان.


هو جواز تصادق عليه الملائكة في سجلاتها،

وتطبع عليه بصمة "بر الوالدين"

وتزين صفحاته صفحات القرآن التي حفظتها

وآياته التي قرأتها في سكون الفجر.


أما التأشيرة، فهي عند رب رحيم،

لا تشترى بالمال، و لا تنال بالمناصب

و لا الرشوة أو عدد الشهادات

و الألقاب 

إنما تمنح لمن أحب الله خالصاً، واتبع رسوله صدقاً،

وحمل قلباً يفيض رحمة، ولساناً يلهج شكراً،

وجوارح تسابق إلى الطاعات كما يسبق العطشان إلى الماء.


هناك، في آخر المطاف،

ستكتشف أن جواز السفر إلى الجنة

لم يكن في جيبك يوماً،

بل كان يسكن في قلبك، و ينمو مع كل عمل صالح،

حتى يكتمل، فتفتح لك به أبواب الخلود

فتدخل و ابتسامة الرضا تسبقك.




✍️ الزهرة العناق ⚡ 

14/08/2025

 

... زفرة رجل ...  



إلى كل أنثى تظن أن الرجل وجد ليكون ظلها،

إلى من تقول: "هو لي وبس" وكأنها تملك حق محو جذوره، ودفن من كانوا له حياة قبل أن تعرفه.

اعلمي سيدتي أن الرجل الذي بين يديك لم تنبته الأرض فجأة،

و لم تصنعه الأيام وحدها، بل

ربته يدان مرتجفتان من الخوف عليه، وحملته قلوب ضحت لأجله.

سقته دموع أم عربية أصيلة، و رعته دعواتها في جوف الليل، وحمته يد أب قدم ظهره ليكون درعًا له.

تذكري أن في عروقه دمًا من أمه، و في عقله حكمة من أبيه، و في ذاكرته مواقف لأهله رسمت رجولته.

إن كنت تحبينه بحق، فأحبي أصله و فصله، واحترمي من كان لهم الفضل عليه أن يصبح كما هو.

ولا تجعلي حبك له سكينا تقطع صلته بأهله، فالرجل الذي يتخلى عن أهله من أجلك، سيتخلى عنك غدًا من أجل غيرك.

أهله ليسوا منافسين لك، بل هم أوطان روحه، إذا هدمتيها جعلتيه بلا مأوى، وإن نزعتيهم من قلبه نزعت الدفء منه.


الرجل الذي يقف أمامك هو نتاج حكايات، و ذكريات، ومواقف شكلت رجولته، ومن تحاول أن تنتزع تلك الحكايات، تحاول أن تمحو رجولته.

كوني إضافة ترفع قدره لا معولا يهدم أساسه، كوني جسرا يصل بينه وبين أهله لا جدارا يحجبهم عنه.

الرجل الذي سيكون عاقا لوالديه إرضاءً لك، سيكون عاقا لك يومًا إرضاءً لغيرك، ومن لا يحفظ المعروف لأهله لن يعرف قدر الوفاء معك.

تذكري أن الحب الذي يقطع الأرحام ليس حبا، بل أنانية بثوب العاطفة، وأن أجمل امرأة في قلب رجل هي التي تحترم جذوره و تقدس أصله.


تذكري سيدتي،

الرجل ليس صفحة بيضاء تكتبين عليها وحدك، بل كتاب بدأ قبل أن تدخلي فصوله، فإن لم تقدري ما كتب قبلك، فلا تنتظري أن تكتب نهايتك فيه بكرامة.

حافظي على زوجك فهو تاج راسك، و لا يغرنك كلام من يزينون لك الطريق بالورود،

فيوم الفراق يظهر الخذلان و النفاق.

حينها لا ينفع الندم

و لن تجدي أفضل منه في عالم قل فيه الرجال.



✍️ الزهرة العناق ⚡

13/08/2025


 ... زفرة أنثى ...  



رسالة إلى كل قلب قاس اعتاد أن يطعن امرأة بلسانه قبل يده،

إلى كل عين نظرت إليها كزينة عابرة أو سلعة تقاس بثمن،

إلى كل من حسب أن كرامتها قابلة للتفاوض،

أكتب هذه الكلمات بمداد قلبي.


إلى كل من ظن أن الرجولة تقاس بعلو الصوت وخشونة اليد، و حسب أن المرأة ضلع أعوج و نسي أن الضلع الأعوج هو ما يحمي القلب.


هل أخبرك من تهين حين ترفع صوتك فوق صوتها و تسقطها بكلمة؟

أنت تهين التاريخ الذي ولدت منه، و الرحم الذي صاغك قطرةً من دم، و الحضن الذي علمك كيف تقف على قدميك.

أنت تهين أمك التي حملتك تسعة أشهر، و أرضعتك حولين، و أختك التي سترتك،

و ابنتك التي ستكبر على صورة رجل يشبهك.


المرأة التي تقلل من شأنها،

قد تكون الوحيدة التي كانت ستمنحك قلبها دون شرط أو حساب، لكنك اخترت أن تكسر يد العطاء وتطفئ شمعة الرحمة.


المرأة يا ـ أنت ـ ليست كائنًا خلقه الله ليملأ فراغ وقتك،

ولا صفحةً بيضاء تمحو منها ما تشاء، و تكتب فيها ما تشاء.

إنها نصف الكون، و أحيانًا الكون كله إذا أردت النجاة من خرابك.


المرأة يا سيدي ليست كائنًا خلق ليكون ظلك، بل خلقت لتكون نورك إن أظلمت في وجهك الدنيا، وسندك إن تهالكت،

وعينك إن فقدت البصيرة.


إهانتك لها لا تسقط قيمتها،

بل تسقط رجولتك وتكشف أن فحولتك لم تتجاوز حدود لسانك.


فلتعلم يا ـ أنت ـ

أن المرأة حين تصمت أمام إهانتك، فهذا لا يعني أنها ضعيفة، بل إنها تمنحك فرصة أخيرة لتكون إنسانًا.

وحين تغادر، فهي لا تهرب خوفا منك، بل تنجو من خسارتك.


فاحذر يا ـ أنت ـ

فوجع المرأة لا ينسى،

ودعوة المقهورة تصعد إلى السماء أسرع من دقات قلبك،

والقلب الذي أسقطته اليوم،

قد يكون الجدار الذي تحتاجه غدًا كي لا تنهار.


المرأة ليست مجرد ظل يتبع حكاية أحدهم،

ولا نصفًا ينتظر اكتماله بآخر.

المرأة حملت العالم على أكتافها 

بين بكاء صامت و ضحكة مستعارة، خبأت جروحها تحت وشاح الكبرياء، و تعلمت أن تمشي فوق الزجاج المكسور

دون أن تترك أثر دمها على الأرض.


المرأة هي التي كانت تطفئ الحريق في قلوب الآخرين

بينما يشتعل صدرها بصمت،

و تصالحت مع الوحدة

لأنها اكتشفت أن بعض الحضور أثقل من الغياب.


إلى كل من ظن أن وجعها سيكسرها 

اعلموا أن المرأة أنثى،

و أنثى الوجع لا تسقط،

بل تزهر شجرًا من بين شقوق الصخر، وتحول الدموع إلى سيوف، و الانكسار إلى جناحين.


تذكر يا ـ أنت ـ

أن يد المرأة التي ترفعها للدعاء وهي مظلومة، تهز عرش السماء،

وأن قلبها إذا انكسر، فلن يرممه ألف اعتذار ولا دمعة ندم.


إن كانت المرأة تنحني،

فإنما تنحني لتغرس الحب و تحافظ على عشها، وليس لتتسول كرامتها من يدك.


هذه زفرة كل أنثى،

ليس ضعفا، بل إعلان حرب

على كل من أراد أن يسرق صوتها أو ملامحها أو حقها في أن تكون.

الأنثى وجع تعلم أن يعيش،

وقلب يعرف كيف يحب رغم الطعنات،

وروح لا تنحني إلا لخالقها.




✍️ الزهرة العناق ⚡ 

13/08/2025


 .... ما مات الشهداء ....



ما مات أنس الشريف

و لا محمد قريقع

و لا غيره من الصحفيين

و لا الشهداء

ولكن ماتت

الضمائر في قلوب من حجر،

و الصدق في أفواه امتهنت الكذب

ماتت النخوة في زمن يباع فيه الشرف بثمن بخس

و الإحساس بقيمة الحق حين أصبحت الدماء أرقاما على شريط الأخبار.

ماتت العين التي كانت تبكي ظلم المقهورين

و اليد التي كانت تمتد لتمسح جراح المظلومين

مات الصوت الذي كان يصرخ في وجه الطغاة

و الأمل في قلوب فصلت الصمت و الخذلان

مات الوطن في نفوس لم تعد تعرف معنى الانتماء

والغيرة على العرض حين أصبح مباحا في أسواق الرذيلة

ماتت الرحمة حين جفت من العروق دماء الإنسانية

والكلمات التي كانت تحيي العزائم

مات الحلم في عيون الأطفال قبل أن يولد

والقيم حين انحنى أصحابها للباطل طمعا أو خوفا.

ما مات الشهداء،

هم أحياء عند ربهم يرزقون

نحن من نمت ببطء

و نقتل ألف مرة بسيف الصمت و الخذلان



✍️ الزهرة العناق ⚡ 

13/08/2025

الجمعة، 8 أغسطس 2025


 .... افتح نوافذ قلبك ....



افتح نوافذ قلبك

دع الضوء يتسلل من بين شقوقك الملوثة

دع النسيم يربت على رفوفك القديمة

دعك من الأقفال الصدئة 

التي أرهقتها الحيطة و الحذر، و ليس الحماية.


ما جدوى القلب إن لم يتنفس الحياة؟

وما معنى النبض إن لم يحتضن نبضا آخر سواه؟

كفى تكتما على أمنيات مؤجلة،

وكلمات تجمدت خلف أضلع الانتظار.


دع الطمأنينة تدخل كضوء الفجر، دون استئذان و لا ضجيج، لتنظف زواياك من سخام الخيبات،

و تعيد ترتيب أثاثك العاطفي المهترئ.


افتح نوافذ قلبك لمن يستحق،

لا تتركها مشرعة للمارين،

ولا مغلقة في وجه من جاؤوا ليقيموا صلاة الحب عند عتباتك.

افتحها فقط حين تحس أن هناك من يقرأ صمتك كما تقرأ الحروف،

ويربت على جرحك كما يربت على كتفك.


لا تخش التيه،

فالأرواح التي تفتح نوافذها

تعرف جيدًا كيف تميز بين النور والسراب،

وكيف تبقي الزهر حيا حتى في عز الجفاف و العواصف.


افتح نوافذ قلبك

لعل في الأفق رسالة كتبت لك بالقدر،

أو نسمة تعيد ترتيب فصولك،

أو روحا تأتيك لتوقظك.



✍️ الزهرة العناق ⚡

08/08/2025


 ... صيدلتي العجيبة ... 



صيدليتي الفكرية

هي معزوفة متقنة من العناصر النادرة،

مختبر من الحروف لا تفرزه المختبرات،

ومزيج من البصيرة والنبض لا تضبطه المقاييس.

لا يراها إلا من يرى بالحس لا بالبصر،

من يقرأ النبض حين يتوارى الحرف خلف الضمير،

صيدلية عجيبة لا تعلق إعلاناتها على الجدران، ولا تختم بتراخيص و لا تحتاج روشيتات.

هي ميراث قلبي العتيق، وتجربة روحي التي لم تتعلمها في الجامعات.

تعتنى بتغذية العقل لا بالملفوف الورقي،

بل بحبوب شفافة، مركبة من الحكمة،

و منقحة بمحلول الصمت،

و مدعمة بمصل البصيرة حين يخفت الضجيج.


تحتوي على:

فيتامين "البصيرة": يغذي شرايين التأمل، و ينعش خلايا الإدراك الشبه الميت.

لا يستخلص من تجارب الناس، بل من ارتطاماتي الحذرة بأسوار الوجود.

ينشط مراكز التأمل، و يزيل ترسبات السطحية،

ينقي الأفكار من شوائب التلقين،

ويزرع فيها خلايا التأويل الحر، دون حواجز.


كما تحتوي على بروتين "النبراس": يقوي عضلة القلب و الثبات على المبدأ.


هناك مضادات "السقم العاطفي": مركبة من خلاصات المواقف اليومية.

نوع من البروتين الذي

يرمم شروخ القلب دون أن يفقده رقته،

يقويه دون أن يلبسه قناع التصلب،

و يدعمه على الوقوف حين تتهاوى الأرواح المنهكة.


هناك أيضا مكملات "الحكمة": تستخلصها روحي من التجارب و ليس من الكتب.


أما شراب السكينة المركزة،

فهو خلاصة من حبر الأسحار وحنين الأرواح،

مصفى بمصفاة من النقاء الذهني،

لا يستهلك بكثرة، بل يرتشف عند اشتداد الضجيج الداخلي.


لا أنسى أقراص الفطنة الحالمة:

تذوب تحت اللسان، وتمنح الذهن القدرة على الإصغاء للآخر بكل أدب و احترام،

لا تصدر أصواتا، لكنها تفتح نوافذ الصدور على ضوء لا يرى،

و تغير المفاهيم دون ضجيج.


صيدليتي لا تنافس باقي الصيدليات في الأسواق،

ولا تغلفها الشركات بشعاراتها،

بها وصفة مشفرة،

لا يفك رموزها إلا من امتلك قلبا يشبه قلبي،

و عقلا يقرأ ما بين النبض و الكلمات.

صيدليتي ليست لكافة الناس،

ولا تغري بعروض أو خصومات،

هي ركني السري حين يخذلني العالم،

و معيني حين تطفأ المصابيح من حولي،

و ركني المفضل حين تصاب روحي بعسر التأمل أو فقر معنى.

كل ما فيها مبتكر لا ينتج،

و مركب لا يقلد،

و شاف دون أن يروج لنفسه.

هي صيدلية الكيان الحر،

مفتوحة صباحا و مساءا، دون التقيد بساعات العمل،

تستقبلني كلما تهت عني،

و تعيدني إلي،

أنقى، و أهدأ، و أقوى.



✍️ الزهرة العناق ⚡ 

08/08/2025

الخميس، 7 أغسطس 2025


 ... فن إصلاح القلوب ...



إصلاح القلوب ليس كترقيع ثوب بال

ولا كطلاء حائط تشقق من أثر تغيير الفصول

إنه فن لا يتقنه إلا من غسل روحه بالرحمة

و نظف أركان قلبه بصابون التقوى

ومرر على ندوبه أصابع التسامح و التغاضي

و ترفع عن التنمر و الانتقام.


إصلاح القلوب يعني أن تعيد للنبض ميزانه

و تقنع الحنين بأن يطفئ شمع الغياب

و تقول للصمت: تكلم

و للكبرياء: تنح قليلا

و تلملم جرحك ولا تغرسه في صدر غيرك.


إصلاح القلوب يعني أن نعيد ترتيب الفوضى داخلنا

و نمسح الغبار عن نوافذ الذكريات

و نسمح للفرح أن يدخل دون أن نسأله عن ماضيه.


إصلاح القلوب هو أن نعترف أن بعض الكسور لا تجبر،

لكنها تترك فينا فهما أعمق

وحبا لا يشوه الآخرين كي يشفى.


إصلاح القلوب هو أن نربت على قلوبنا كما تربت الأم على كتف الحنين

و نهمس لها:

"كنت قوية، فكوني أرق فالصلابة لا تشفي، واللين ينبت الحياة."



✍️ الزهرة العناق ⚡ 

07/08/2025


 .... ماذا لو كنت فلسطينيا؟



لو كنت فلسطينيا،

لرسمت وطني على خدي

و ليس على خارطة تغتال بالمعاهدات 

و خبأت مفاتيح بيتي في قلبي،

و لن أرمي بهم في رقاع الورق المبعثرة.


لو كنت فلسطينيا،

لغفوت على نداء المآذن

و صحوت على زغرودة أم

ما زالت تزرع فجرا في كفن الليل

و كتبت إسمي على جذع زيتونة

لا تذبل إن أحرقت

بل تثمر دمعا ينعش الذاكرة.


لو كنت فلسطينيا،

لانحنيت لجراح جدي

احتراما و تقديرا لصبره 

ورفعت كوفيتي بوجه العالم،

عهدا لوطني:

و صرخت بأعلى صوتي

الكرامة لا تورث، بل تنتزع من فم الرصاص إن صمت الساسة.


لو كنت فلسطينيا،

لَجعلت من طفولتي راية

ومن دمي مدادا

و حكيت للعالم عن خيمة تضم اللاجئين و تقاوم الريح

و عن طفلة تمشط شعرها بطلق ناري و تضحك.


لو كنت فلسطينيا،

لَما اخترت النسيان، ولا حياد العاجزين،

بل كتبت على جبين الوجود:

"هنا مر فلسطيني، لكن حكاية وطني لم تنتهي بعد …"



✍️ الزهرة العناق ⚡ 

07/08/2025


 📜 لوحة الحروف: اجتمعت لبناء الأمة


اجتمعت الحروف ذات مساء في ساحة المعاني، وشعارها:

"همس الضمائر و نبضها."


قالت الألف، شامخة كعادتها:

"أما آن الأوان أن نكتب للأمة ما يوقظها من الغفلة و يحررها من الوهن؟

لن نكون بعد اليوم زينة العناوين، بل لب الصحوة وجوهر التغيير."


ردت الباء بهدوء عميق:

"نحن نملك القدرة، لكن الكلمة إن لم تكن صادقة وتلامس القلب، تاهت بين السطور."


فقالت التاء بحماس:

"لنعلن نهضة فكر، و نشعل الأقلام لن زرع الفتن، بل نكتب للوعي و ليس للوجع."


تقدمت النون، وعلى جبينها نقطة من حبر معتق:

"الأمة لا تحتاج شعارات، بل قلوبا تدرك أن الحرف مسؤولية، وأن المعنى أمانة."


ساد صمت، ثم تكلمت المعاني نفسها، بصوت مهيب يشبه صدى التاريخ:

"يا حروف المباني، أنتم جسدي، فلا تخونوني.

اكتبوا للحقيقة لا للكذب، للإصلاح لا للتزييف، للخير لا للغرور."


فانبثقت من ذلك الاجتماع كلمات نقية تسير نحو القلوب،

تنقش في الوعي عهدا جديدا من اليقظة، وتحمل في طياتها نداء لأمة طال سباتها.


عودي، أيتها الأمة،

فإن الحروف قد نادت، والمعاني قد بكت، والوقت لا ينتظر الغافلين.


نهضت حروف المعاني من سباتها كطيور حنين خرجت من أعشاش الصمت،

تأهبت لترتب الفوضى وتلبس الحرف تاج الوعي وعباءة الأمل.


قالت الألف، أول الخطوات:

"ما عاد الصمت جمالا، ولا السكوت حكمة. الأمة تنزف، والحق أخرس."


و أضافت اللام بنبرة تتهدج وقارا:

"لن نكون زخرفًا في كتب البلاغة، بل رسائل نور تضيء دروب الضالين وتربت على كتف الموجوعين."


تكلمت بعدها الياء، وقد فاضت بالحزن:

"كثيرون مروا من بيننا، نطقوا بنا، لكن ما فهمونا. فلتكن كلماتنا هذه المرة صادقة كدمعة أم شهيد، حادة كسيف حق، رحيمة كدعاء العجائز في السحر."


ثم ساد صمت يشبه خشوع العارفين، وقالت الحروف بصوت واحد، كدعاء فجر:

"يا أمة القرآن، أما آن لك أن تنهضي؟

الحروف تبعثك من ركام الغفلة، تداويك بنبض الصدق، و تكسوك بحبر العزة،

فلا تخذلي أقلامنا، ولا تضيعي المعنى من جديد."


نهضت الحروف من صمتها الطويل، ووقفت بين سطور الأمة تنادي:

"إن لم نكتب للحق، فمن يكتبه؟

إن اللغة وجدت لتبني لا لتهدم، لتوقظ لا لتنوم."


تقدمت حروف الجزم بنبرة حادة، كأنها قضاء لا مرد له:

"لم يكن جهل الأمة قدرا.

ولن نسمح بالهزيمة ما دام فينا نفس. ولن نسمح للخذلان أن يتسلل إلى سطورنا. و لا مكان للضعف في قاموسنا بعد اليوم."


تكلمت حروف الجر بانسياب التأمل والحكمة:

"نحن من يأخذ القلوب إلى الحق، ويمر بها على دروب الحكمة، و يغرس في العقول قيما لا تهزها العواصف.

نسير إلى النور رغم العتمة،

نمر على الأشواك بثبات،

نحيا بالحق لا بالشعارات."


أما حروف العطف، فمدت يدها نحو التلاقي:

"نحن الوصل بين الفكرة والفعل،

والتكامل بين القلم والضمير.

نحن والصدق رفاق، نرسم، نحدد الأهداف، نطبق، ونترك الأثر بالجهد لا بالتطبيل.

نعمل بضمير، أو نترك الحبر لمن يستحق الكتابة."


جاءت حروف الاستثناء كأنها بارقة نور:

"كل شيء ضاع، إلا من تمسك بالهدى والأمل.

وكل الطرق أغلقت، ما عدا طريق العودة للحق."


فصاحت حروف النداء من أعماق الوجدان:

"يا أمة خصت بالقرآن،

يا من نادت بالخير، أين النور الذي كنت تنشرينه؟

يا أمة الإسلام،

يا من حملت النور دهورا،

هل نسيت من أنت؟"


ثم تقدمت حروف الشرط، تنقش على جدار الزمن وعدا جديدا:

"إن رجعت إلى نهج الحق، عادت لك العزة.

ومن قرأ تاريخه بعين واعية، لن يخدع مجددًا.

إن عدت للقرآن، عاد لك المجد.

ومن سلك درب المعرفة، نجا.

ومهما طال الليل، فالصبح آت."


جاءت حروف الردع، بصوت مزلزل، لا يقبل المجاملة:

"كلا، لا كرامة مع التفرقة.

بلى، قد ضللتم حين سكتم.

أما آن للأقلام أن تثور على الخوف؟

هيهات أن نرضى بالذل وقد نقشنا على صدورنا حروف الكرامة."


ثم ختمت حروف التوكيد الموقف، كأنها توقع بيانا لا رجعة فيه:

"إنها ليست أحلاما.

لعمري، إن الكلمة سلاح.

واللغة، إن صدقت، غيرت العالم.

إن الصحوة قادمة.

لقد آن الأوان للكلمة أن تعود لسلطانها.

وإن الحرف، حين يقال بصدق، يغير وجه التاريخ."


تابعت الحروف اجتماعها، وقد بدأ نور الفجر يتسلل إلى ساحة المعاني.

لم يكن اجتماعها ترفا لغويا، بل مجلسا طارئا للضمائر، ونداء حياة لأمة تنام على أمجادها.


وحين انتهى المجلس، وقفت الحروف كلها صفا واحدا،

لا فرق بين جزم وجر، ولا شرط ولا توكيد، كلها كانت قلبا واحدا ولسانا ناطقا بالحقيقة.


قالت بلسان واحد:

"يا أمة البيان، لقد نطقنا بما نملك: سلطان الضوء على العلل، وأشرنا إلى مواطن الدواء.

لسنا سوى أدوات، لكن في يد الصادقين، نصبح معاول بناء.

وفي يد الغافلين، نصير رمادا يذروه الريح."


ثم أضافت، كأنها تختم عهدا بين اللغة والتاريخ:

"اكتبي نفسك من جديد بماء الأمل.

ضمي أبناءك حول دفاتر العلم، لا سيوف التفرقة.

أعيدي للحرف مقامه، و للمعنى رسالته.

فمتى ما عادت الكلمة حية فيك،

عاد النور إلى مآقيك،

وعاد المجد إلى جدرانك."


ثم انسحبت الحروف بهدوء،

لكن صوتها ظل معلقا في الهواء،

كأنه أذان فجر جديد، ينتظر من ينهض للصلاة.


كانت الحروف – بكل أنواعها – كتيبة نور، أدت واجبها في معركة الوعي،

فرسمت لوحة بالحرف وليس بالفرشاة. و لم تعتمد على الألوان، بل على الصدق.


فهل سمعتم لغة الحروف حين تآلفت؟

إنها ليست نصا خطابيا، بل نهضة مكتوبة، صرخة أمة، وحبر أمل، وبداية رجوع.

حين تتحد الحروف، تنهض الأمم. فهل ننهض؟


✍️ الزهرة العناق ⚡

07/08/2025


 ..... استئصال الرحم  .....



صلة الرحم فقدت معناها في وقت المصلحة.

لم تعد دفئا، ولا حبا خالصا،

بل أصبحت اتفاقية مشروطة،

وأقسى من ذلك

أصبحت قطع حبال الرحم، أو بمعنى أدق: استئصال الرحم.


كانوا يقولون: “الدم لا يصير ماء”

لكنهم اليوم يسكبونه في صمت،

و يمضون كأنهم لم يخلقوا من نفس الشجرة،

ولا هم ترعرعوا في حنين الذكريات المشتركة.


في زمننا هذا،

إن لم تكن نافعا،

فأنت منسي،

وإن لم تكن خادما،

فأنت خصم.


الرحم لم تقطع فقط

بل اجتثت من الجذور،

كأنها لم تكن،

و كأنها لم تربط باسم الله العظيم.


فيا وجع القلوب النقية،

التي ما زالت تصل من قطع،

و تسأل من جف،

و تحن لمن تناسى.


✍️ الزهرة العناق ⚡ 

06/08/2025

الأربعاء، 6 أغسطس 2025


 حجر على بطني و نار في دمي 



لن أنكسر،

ولو تآمرت علي الدنيا بأحزانها،

وجفت المآقي،

وسلبت مني الحياة لقمة لقمة.

سأبقى واقفا،

وفي عيني وهج الكرامة،

وفي قلبي وطن لا يموت.


سأربط الحجر على بطني،

لأخبر الجوع أن قلبي تغذى بالإيمان،

و الكرامة أقوى من الرغيف،

و الإنسان حين يعشق الأرض،

يصوم كي لا يبيعها في سوق النخاسة.


في جسدي رسمت خريطة القهر والظلم،

وعلى صدري نقش أنين وطن،

وفي وجهي تنام تجاعيد الحنين.

كل جرح هو مرآة حكاية،

وكل صمت نداء لأمة سيدنا محمد.


أنا فصل من كتاب الوطن،

لم تطو صفحاته بعد.

ووجع الروح،

الذي أبى أن يتحول إلى نحيب.

سأبحث عن الدقيق بين ركام النسيان،

و أزرع الصبر في تراب الخذلان.

وإن ضاقت علي الأرض،

سأبسط روحي للسماء،

وأقول:

اللهم خذ بيدي،

فلا حول ولا قوة لي إلا بك.


لن أنحني،

ولو هزني الجوع من كل الجهات،

ولن أبيع كرامتي،

ولو غلفوا الذل بالذهب.



✍️ الزهرة العناق ⚡ 

06/08/2025


 ارى نفسي

وهي تذوب امامي واحترق

ولايطفأءها بكاءن ولانزول

الدموع ابحث عن الباقيات

لعمرا يعود يوم ويلحق بتلك

الجموع سأسافر بأيامي يوم

واطلب من الماضي الرجوع

وأبحر وانسى ماخلفت خلفي

واكون برزقي قنوع واكتب

للغد رسالة تقرئها الناس بحب

وخشوع اني لااهرب من الايام ولاكنت بالدنيا يوم

مخدوع وارى ايامي كماء يتساقط من ينبوع فندمت على الماضي وأدركت حقيقة

لله الرجوع فااعددت حقائبي

فسلمت على احبتي اياكم

أن تسقط علي مرتين الدموع

قاسم الخالدي


 انت الجاني.

انا المجني عليه.

كنت قافلة علي قلبي سجني.

كيف القتيل يشكو القاتل بعشقه.

أصبت سهامك علي قلبي بحبه.

أحييت قلب كان ميتا بقبره.

استمد من قلبك دقات فحبه.

استمد من نبضك فجري بدمه.

أحيي نبضي نبضه وريدي تحييه.

ملأت قلبي الحنية بعد حرمانه.

ملأت الروح بالحياة غرام بحبه.

فسكتت الروح فحطمت قوانينه.

دخلت القلب وملكته بغرامي بحبه.

أشعلت نار العشق بقلبي بعدظلامه.

نورت حياتي بعشقك فأصبت سهامه.

فجأة تركتني وأخذت الروح تركتني وحيده.

فكيف اعيش بلا روح وبلا قلب مجروح ظلمه.

آهات سنين ذكرياتي تركتها وذهبت بعده.

فيكفي ايها الجاني الامي ووجعي وجراحه.

ايها الجاني علي قلبي فبعدت جبروت حبه.

قتلت قلب كل ذنبه انه حبك وتعلق بك بعشقه.

قتلت روح تركتني وسكنت روحك رميتها بحرمانه.

احكم بالعدل بين ضلوعك بقلبك كيف تحس بوجعه.

فيكفي آهات جرح قلبي ادويه وروحي سبتني ارجعه.

بهمس الشاعرة شاعرة الشرق.

بقلم الدكتورة إيمان عبد العزيز ابراهيم خليفة.


 كيف أصف شعورا ينتابني في غيابك

حزن يولد في قلبي

يطفئ ضوء حلم راودني 

ذات مساء 

ملامحك لا تفارق مخيلتي

كأني خلقت لأقرأها كل ليلة

تنظم نبضي وتخفف لوعتي

تعالي حبيبتي

أعيدي الأيام التي سرقها الزمن 

اوقفي شبح الفقد

أفتقد صوتك 

اشتاق كلمات كتبتها

بكل جوارحي

قلبي يهفو اليك 

ولساني لا يكف عن النداء

عودي ولا تهجري ديار الهوى

 رؤية وجهك

هو مبعث الوفاء

وبلسم جرحي

اقرأي رسائلي

كوني لقلبي الجريح دواء

ياملاكي الجميل

الحب مرآة الروح

به تسمو

طريق رسمناه ومشينا فيه معا

طول العمر سيبقى هواك

يحملني إلى ابعد سماء

كوني الغيمة التي تمطرني شوقا

تجعلني أعود للحياة 

بعد أن عز اللقاء

قلم ✒️محمدالطيب