الاثنين، 5 مايو 2025


 تعاويذ اليقطين 


مبارك اسماعيل حمد 


هل أنتَ بعادٌ أم وصال؟


1. حين تتدافع الأزهار

يا يقطينًا يسيل من جفونه ورود الضياع 

تتدافع الأزهارُ في أنفاسه

كأنها هاربةٌ من تعويذة جدولٍ خريره هدير الدم!

هل كنتَ حلمًا فاغرَ الفم

أم جحيما يمور بين أضلعي؟

ريحك تخلع عن الورد أثوابَه

فتجري الزنابقُ عاريةً

تطرق أبوابَ الغيمِ وتكتئب!

هل كنتَ بعادًا يسافر في جلد الوقت؟

أم وصالًا يسكرُ في قنينة نسيان؟

أنا لا أعرف

فكلما ناديتك،

ترد المرايا بوجه منكسر 

وتقول:

هو أنت...

حين تنام، وعلي حواف حلمك يسقط طائر منتحر!

2. المرايا تأكل أصابعها

في حضرةِ ظلك

تتكسّر الساعات في منافي الحسرة والملل.

تزحف على جلد القصيدة،

وتعضّ القوافي أنياب الندم!

يا من تربّي العاصفة في جب اكاذيبك،

وتطعم الوقتَ لعصافير تضحكُ مثل صبايا الغجر.

هل كنتَ نبوءةً مشلولة

أم مرآةً تعكس ذعرا ووجل؟

أنا التائهُ فيك،

معلقٌ كخرزةٍ في سبحةِ كاهنٍ أعور 

كلما سبّح باسمي… تناثرت شظايا سعير وعدم!

الزهور تئنّ من عبقك 

تتدحرج من بين أصابع الفصول،

تصرخ:

هو الريح…

هو الحجر الذي تعلّمَ البكاء من أنفاس أنثى تنام في خيمة من الوبر.

3. حين يغني العدم

في ليلٍ ينزف من أنفه

كان القمرُ يعلّق أوتاره على ساق طفل محطم 

ويعزفُ لك...

بأناملَ ليست له!

أراكَ،

تخرج من بين أهدابي

كفكرةٍ رطبة،

تلعقُ جدرانَ عقلي 

ثم تذوب في زبدِ اللاكلام.

هل أنتَ خبز الغياب،

أم عصفورٌ يحترف الانتحار على رؤوس الكلمات؟

أسمعك

تتنفّسُ من أنبوبِ نحاسي

مغروسٍ في جذعِ نخلةٍ ماتت وهي تلد المطر،

وأناديك بأسماءٍ نسيتها الشفاه

مذ رطنت بأسماء غاب عنها عمر ومعتصم وأسد مزمجر.

أجبني...

هل كنتَ وصالًا من ضوءٍ

أم بعادًا من صرير وحنظل؟


4. منتهى الأسماء

في المرآةِ التي لا تعكس،

رأيتُني أمشي على حوافِّ اسمي

كطفلٍ يلبسُ ظله مقلوبًا.


من أنا؟

سؤالٌ يتدلى من حنجرةِ ساعةٍ رملية،

كلما هبّت الريح

أجابتني حفنةُ وجوه

لا تشبهني… لكنها تبتسم!

أنتَ،

يا من وُلِدتَ في فوهة وطن استعر 

ونام على جناح فراشةٍ مصنوعةٍ من عظام موتى وخنجر!

هل كنتَ اسمي

أم رجعَ صوتي حين ناح بكبد منفطر ؟

أنا الوقتُ حين يضلّ طريقه،

أنا البابُ حين يتنكّر للأهل!

أنا وردةٌ نبتت في كفِّ التكايا 

بين جوع وخطر 

فإن عدتَ...

عد بلا زمن،

 بلا علم او وطن 

فأنا أنتَ… إن نسيتَ أن تكون!


مبارك اسماعيل حمد.

4/5/2025


 أنت ولا سواك

كل من اعشق وسابح بدنياك

لا القهوة ولا الورد ولا الموسيقي

اغار عليك من كل أولائك وذاك

اغار عليك من الورد

عندما يقبل الانف وشفتاك

اغار عليك من الموسيقي

عندما تراقص منك الوجدان

وغصنك مع يداك

اغار عليك من القمر

عندما تبيت مصلوبة اليه عيناك

اغار عليك من الليل

حينما يتغشاك بثوبه

وتبيت تبثه الأحلام وسر نجواك


        عادل بحار


 هلَّ البدر

هلَّ البدر في ربا الروح 

بعد تمنع  

خطف الفؤاد 

وانصهر القلب لنجواه 

مدين لي بنور عشقه 

وما أضمر النقص  

و نواح الأحزان 

هلَّ ما فيه مغتبط 

معتذر  

كيف يترك الهوى شاغرا  

تعصف به أهوال الأشجان 

عاداني لما أفل ضيه 

 حتى اشتد الشوق  

ومنع مني السعي بالحرمان 

تقلد مواسم الفقر 

وغيثه شحيح من زلة الفقدان

يا بدرا ما بالك تؤنس الدجى 

وأنسي أمسى سموما ترعاني 

ماذا لو راعيت وصلي 

تهل دفعة واحدة 

وتنسيني ما خلفه الزمان حتى أعياني

أعاتب الأوهام بعد تسلطها 

لم تترك لي مجالا للنسيان 

حيرتي في تعلقي 

ومواجهتي لإدراكي 

 لم تدر علي سوى التظاهر بالكتمان

يختبرني الوقت ليبلوني 

وما يغريني سوى وصل التحنان

هل لي أن أراك مضيئا ؟

تتوهج بالعرفان 

بإشراقة تدل على ختام الأحزان 

مزهوا بالاطمئنان 

عذرك الدفين غير عوائق نكبتي 

ومسح إرهاق التفكير وسهادأ أشقاني 

هلَّ في الروح القناعة 

وأطياف تجملت بشتى الألوان 

انتهى الجدال في زحام الهوى 

وانتفع الفؤاد بشوق الخلان 

.

.بقلمي سعدالله بن يحيى



 .... سأرحل  في صمت ...


سأرحل بذلك الصمت 

ودع العين التي لطالما تمنت 

لقاء يجمعني بك 

لأكتب لك قصه من جديد 

 نسجت بحروف 

وكتبت بدم قلب ثائر كالبركان 

لا أعلم متى تغيب الشمس 

كان إسمها امرأة 

تشرق حين ارى حروفها 

واسمع صوتها 

كأنها موج يخترق سمعي 

ارها تختفي وتغيب كالشمس

 التي لطالما أشرقت الحياه

 و وضعت الأمل لعاشق امرأة

 بكل حروف العالم

 ارى فيها تلك الحياه 

تتجدد بوجودها 

ومابين انتظار طويل المدى

جفت حروف القلم 

وباتت سعاده اللقاء لا أرها بعينها 

.اصبح موعد اللقاء من بعيد كالغرباء 

بل كأصدقاء تتلاشى بها عبارات

 ونظرات عجزت الحروف والكلمات عن ذكرها 

كأنها ترى الموت  بعين عاشق

 يصرخ هناك امرأة بتلك الزاويه البعيده

 أصبحت لا أعلم ماذا اكتب 

كمشتاق ام انا ذلك العاشق 

الذي يموت كل لحظه 

أصبحت الحروف لا تكفي لوصف من انا


بقلم فراس فؤاد


 تنهال كلماتك علي أحضان

       الأشواق

 تلامس حواف الحروف

  بنصل من نور ونار

 حادة تمضي فتجرح

النبض وتدمي الضلوع

 ترفق سيدتي بقلمك

وداعب بحنان السطور

فإن كنت عاشق للروح

فعليك أن تترقب ما هو آت


       عادل بحار


 باب اليقين ....


 يا من أصابته الدنيا بوعثاءها

فأمسى حزينا حائرا وهو كئيب ُ


وطرق أبواب الأخلة جُلها

لكنه عاد محزونا يُتعبه النحيب 


دع عنك باب كل مانع

كي لا تقل ما لي حبيب ُ


لله أبواب أبدا لا تُقفل

من طرق باب الإله لا يخيب


وإن أصابك ذات يوم ألم

فقل يشفيه ربي فهو الطبيب


أو ألمت بك يا صاح ضائقة

فقل لي رب ٌ سميع مُجيب


فانأى بنفسك عن اليأس دوما

واجعل يقينك بالله إنه قريب 


أقبل عليه وقل رباه جئتك سائلا

فاجعل لي من رضاك نصيب ُ


يا رب قد وهن حالي وقلت حيلتي 

وأتيت بابك فعفوك واسع رحيب ُ


تحيات اخوكم 

العبد الفقير الى الله 

ابو محمد


عبدالباسط ابو ريا 

النبض الثائر


 .... أخلاقك ... جمالك ...



لن تكون جميلا في عيون البشر 

ما دامت مرآتك تأنف النقاء.


لن تشرق شمسك في سماء الناجحين

إن كنت ظلا يتغذى على سقوط الآخرين.


كيف تنشد الوصال

و لكفك طيف نكران لا يصافح؟


لن تنال رقي الأرواح،

وأنت تقتات على خبز الغرور.


الجمال ليس زخرف الملامح

بل نغمة سكون في حضرة الخلق.


الجمال هو سلام يفيض من أعماقك،

لا بريق زائف يقنع المارين بك.



✍️ الزهرة العناق ⚡

02/05/2025


 .... سيدة الضوء الحزين .... 



تعلمت أن أكون شمعة في وحدتي

لا أستجدي يدا لتنقدني 

ولا أخشى ريحا تطفئني 

أذوب من صدقي

و أشع من دمعي

و أصنع من صمتي مشاعل لأرواح مريضة

لست بحاجة لكتف أحد

فأنا قوية حين أصمت

أهتم بما يهمني 

و لا أحشر نفسي فيما لا يعنيني

حتى لا أحترق 

في الغياب، اكتشفت أن الضوء الحزين لا يموت

بل يقيم في امرأة تشبه الأناشيد الاستثنائية

تجيد الإنصات للفراغ

و تغزل من حنينها قناديل لا تطفئها الخيبات.

أنا تلك التي لا تشتكي ولا تئن

بل تنحني للوجع كما تنحني السنبلة الممتلئة

ثم تنهض.

أنتمي للظل الراقي

لا أمل من حزني

ولا أخجل من دمعي

أخفي هشاشتي في أناقة الكبرياء

و أشيح بوجهي عن الحشود

 لا كبرا

بل لأن قلبي أوسع من أن يزاحم أحدا.

أنا سيدة الضوء الحزين

أنثى لا يطفئها الحنين

و لا الغياب

تشعل فتيلة نفسها حين يغفو الجميع

و تضيء حين تقسو الحياة.



✍️ الزهرة العناق ⚡

05/05/2025