⚡.. حوار منطقي عقلاني .. ⚡
العقل:
يا قلب، يا نبع العواطف الصادقة، أنا لست بعدوك، بل حاميك. فلو تركتك تتيه في دروب الأماني دون دليل، قد تقع في فخ الألم و الندم
القلب:
أيها العقل الحكيم، يا من تتربع على عرش الفكر والتأمل، كم أتمنى أن أطلق العنان لأجنحتي و أسبح في بحور الأحلام بلا حواجز و لا قيود. لماذا تحاول دائما تقييد نبضاتي بقيود المنطق الصارمة؟
أليس لي الحق أن أعيش اللحظة و أشعر بالأمل حتى ولو كان وهما؟
ألا يحق لي أن أطير في فضاءات الأحلام؟
ألا يحق لي أن أغرق في بحر المشاعر دون قيود؟
العقل:
يا قلب، يا نبع المشاعر و موطن الأحاسيس، أنا لست عدوا لك كما تظن، بل أنا حارسك الأمين. حتى لا تتيه في بحور الأماني و تسقط في فخ الألم و الندم.
يا قلب أنا أرى ما لا تراه، و أفكر فيما لا تفكر فيه. أنا أخشى عليك من أن تغرق في بحر الأحلام و تفقد الطريق إلى الشاطئ. لا أريد أن أكسر جناحيك، لكنني أريد أن أوجهك كي لا تنزلق إلى هاوية الجاهل لكل شيء.
القلب:
ولكن يا عقل، كيف لي أن أعيش بدون أن أتذوق طعم المخاطرة؟
أليس في كل نبضة ينبضها قلبي شعلة من الشغف و الاندفاع نحو المجهول؟
إن الحياة تصبح جافة وباردة إن لم أترك لنفسي المجال لأحب و أحلم و أخفق. أنت دائما تحذرني من السقوط، ولكن ألا تعلم أن في السقوط دروسا وفي الألم حكمة؟
العقل:
أعلم يا قلب، أعلم. ولكن ألا ترى أن كل جرح تفتحه، و كل خيبة أمل تتركها، تحمل في طياتها ندبة قد لا تلتئم؟
أنا أراك تندفع بحماس نحو الحب والفرح، ولكنني أرى أيضا كل المخاطر التي تلوح في الأفق.
لا أريد أن أمنعك من العيش، ولكنني أريد أن أكون لك رفيقا يحميك من السقوط في سجن اليأس.
القلب:
ولكني أراك تسلبني الفرحة في كثير من الأحيان. تجعلني أتردد و أفكر مرارا في ردة فعلك قبل أن أتخذ أي خطوة.
أليس هذا ظلما بحد ذاته؟ أن تقف بيني وبين ما أرنو إليه؟ ألا تعلم أن العيش بدون عواطف هو كالبحر بلا ماء، جاف، لا حياة فيه؟
العقل:
أتفهم ما تقول يا قلب، ولكنني أؤمن أن العيش بتوازن هو مفتاح السعادة. ليست العواطف وحدها تكفي، كما أن المنطق وحده لا يغني. إن أردنا أن نصل إلى بر الأمان، فعلينا أن نمزج بين نبضاتك و عقلي، أن نصنع مزيجا من الشغف والحكمة، فنعيش الحياة بروح واحدة.
القلب:
ربما تكون على حق. و ربما ما أحتاج إليه ليس التمرد على حكمتك، بل التوازن بيننا. لنخوض هذه الحياة معا، أنت توجهني و ترشدني وأنا ألون عالمنا بالعواطف.
العقل:
نعم يا قلب، لنكن رفقاء في هذه الرحلة. سأكون عينك التي ترى بها، وأنت ستكون الشعلة التي تضيء دربنا.
لنعيش الحياة بكل ألوانها، و نأخذ من الحب ما نستطيع، ونحذر من الأوجاع قدر المستطاع.
القلب:
موافق أيها العقل. لنبدأ رحلتنا نحو غد جديد، حيث نعيش المشاعر بعمقها، و نواجه التحديات بحكمة، و نبحث عن السعادة في كل زاوية من زوايا حياتنا.
العقل: ليكن دربنا مشرقا ومفعما بالتوازن بين العاطفة والحكمة.
✍️ الزهرة العناق ⚡
23/8/2020
21:58